ما وراء الكواليس .. مبابي لا يتحكم في مصيره وأسلحة أمير قطر
هاي كورة _ الصفقة الأكثر جدلاً على مر التاريخ، ربما هذا ما ينطبق حرفيًا على ما يحدث حاليًا في ملف النجم الفرنسي كيليان مبابي، فيومًا نجده في ريال مدريد بحسب الإعلام المدريدي، ويومًا آخر نراه يجدد عقده مع باريس سان جيرمان بحسب الإعلام في فرنسا، ولا أحد يعرف أين هي الحقيقة الكاملة!
مبابي يحب الريال، هذا أمر لا يستطيع أحد إنكاره أو تجاهله، ولعل ذلك كان هو السبب الرئيسي في عدم تجديد عقده مع النادي الباريسي حتى اللحظة، فلو كان يريد البقاء لجدد بالفعل منذ أشهر طويلة وحسم كل هذا الجدل القائم حول مستقبله.
عاشق النادي الملكي قد يقول، أين المشكلة إذًا إن كان اللاعب يسير وراء قلبه دون التفكير في أشياء أخرى؟ لا ليس الأمر سهلاً بهذه الطريقة كما يظن الجميع، فهناك عوامل أخرى وراء الكواليس تلعب دورًا حاسمًا في مصير كيليان، نعم هو صاحب القرار النهائي، ولكن لا يجب أن ينسى أحد البيئة المحيطة به أي عائلته ومدى تأثيرها عليه في نهاية المطاف.
الحديث عن عائلة مبابي أصبح أكبر مع مرور الأيام، فهناك 3 أطراف لهم كلمة مسموعة دائمًا في أذن اللاعب، وهنا نتحدث عن الأب، الأم، إضافة إلى المحامي الخاص به، وكل منهم يريد أن يخرج من هذه الصفقة مستفيدًا، فعلى هذا المستوى العالي لا يتم فقط مناقشة المستقبل الرياضي بل هناك أيضًا الجانب الاقتصادي، وليس فقط المتعلق براتب كيليان، بل بعمولات البيئة التي تتواجد من حوله.
الأيام تمر ومعها بدأت دقات القلوب تتسارع لدى الجميع من هنا وهناك، وما أشعل الوضع أكثر هو التواجد المفاجئ لعائلة مبابي في العاصمة القطرية الدوحة، قد تكون مجرد زيارة أو رحلة سياحية، وربما لها أبعاد أخرى مثل التفاوض حول عملية تجديد العقد مع الرجل الأول في باريس سان جيرمان، وهنا نتحدث عن أمير دولة قطر الذي يستخدم كل ما لديه من أسلحة مشروعة لإبقاء اللاعب وطعن الميرنجي في ظهره بشكل مفاجئ.
أسلحة أمير قطر كثيرة والغرض منها في النهاية هو الضغط على اللاعب بشتى الطرق الممكنة لكي يجدد عقده، ونستعرض معكم أبرزها على النحو التالي:
1- السلاح الأول يتمثل في إغراء مبابي من الناحية المالية، وذلك يمر عبر منحه الراتب الأعلى في صفوف الفريق، وقدرته صحيفة “ليكيب” الفرنسية في وقت سابق بحوالي 50 مليون يورو صافي في الموسم الواحد.
2- عقد قصير الأمد يقتصر فقط على موسمين بحسب قناة “RMC Sport” الفرنسية في وقت سابق، والغرض منه هو السماح للاعب بالرحيل أيضًا وتحقيق حلمه المتمثل في اللعب مع ريال مدريد بعد ذلك، وذلك السلاح في غاية الذكاء لأنه سيجعل مبابي لا يشعر بأنه مسجون في باريس.
3- إغراء بيئة كيليان بالكامل، وهنا نتحدث عن إرضاء الأب والأم والمحامي الخاص باللاعب عبر تنفيذ كل طلباتهم المالية، ومحاولة التغلب دائمًا على عروض الريال المقدمة لهم.
4- حقوق الصورة، فالنادي الباريسي بات يعلم أن ريال مدريد لن يمنح مبابي نسبة أعلى من 80% في هذا الجانب، وفي الساعات الماضية أكدت عدة مصادر بأن العكس سيحدث في باريس والنسبة ستكون 100% بأمر من الأمير، وهي أيضًا نقطة ذكية يلعب عليها أمير قطر.
5- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فمن النادر أن نجد رئيسًا لدولة يضغط على لاعب كرة قدم بمثل تلك التصريحات التي خرج بها علينا هذا الرجل في الأيام الماضية، ولكن لم التعجب وهو صديق مقرب لأمير قطر؟ ومن الطبيعي أن يتم استغلاله في هذه الظروف، بالرغم من أنه قال أنه من مشجعي الغريم أولمبيك مارسيليا، إلا أن الكل يعلم جيدًا أن من مصلحة فرنسا بشكل عام استمرار مبابي في العاصمة باريس.
6- ليونيل ميسي ونيمار جونيور، نعم هما أيضًا من ضمن الأسلحة المستخدمة للضغط على مبابي خلف الأبواب المغلقة، ولكن الكل يرى ذلك بشكل واضح في العلن عبر العلاقة الجيدة مع مبابي وعدم افتعال أي مشكلة معه رغم رغبته في اللعب مع الريال، علمًا بأن الثنائي يعشق برشلونة ولعبا في صفوفه قبل القدوم إلى باريس وبالأخص ليو بدون أدنى شك الذي قضى طيلة السنوات الماضية في البيت الكتالوني، ولكنه يعلم جيدًا أن مصلحته الآن تتمثل في بقاء كيليان معه.
7- المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، لا يزال الرجل يقع عليه الأمل الكبير لإقناع مبابي بالبقاء بحكم العلاقة الجيدة التي تجمع بينهما، ويدرك جيدًا أنه إذا نجح في ذلك، سيكون الأمر بمثابة تحقيق لقب في نهاية الموسم ويضمن له حتى البقاء في منصبه خلال الموسم المقبل على أقل تقدير.
8- زين الدين زيدان، هي الورقة التي تبدو بعيدة نوعًا ما، لأن زيزو عاشق للغريم أولمبيك مارسيليا ومن الصعب عليه تولي تدريب الفريق الباريسي، إضافة إلى رغبته في الإشراف على منتخب فرنسا، إلا أن أكثر من مصدر أكد في الأشهر الماضية أن خيار التعاقد معه لا يزال مطروحًا وبقوة بمجرد نهاية الموسم الحالي.
9- ناصر الخليفي والمدير الرياضي ليوناردو، وكلاهما يعلم أن النجاح في إقناع كيليان بالبقاء وتجديد عقده، سوف يمنحهما معًا ثقة أمير قطر مرة أخرى، ولم لا البقاء ومواصلة الإشراف على هذا المشروع حتى يحقق أهدافه.
هي أسلحة عديدة كما قلنا، وربما يظهر غيرها في قادم الأيام، من يدري! ولكن رغم كل ذلك هناك حالة من الثقة والهدوء في البيت الملكي ويتم تسريب ذلك دائمًا إلى الإعلام المدريدي سواء المرئي أو الصحفي مثل صحف “ماركا” و”آس”، والرهان الأكبر من الرئيس فلورنتينو بيريز على حب وعشق كيليان لشعار ريال مدريد دون سواه، وعدم تجديد عقده حتى اللحظة هو ما يمنح الأمل والسعادة والبهجة في انتظار لحظة نهاية الموسم بفارغ الصبر وحسم الأمور بصفة رسمية.