news-details
أخبار

غاباسكي حارس مرمى الفراعنة و"الزجاجة السحرية"

في كل مرة كان فيها منتخب مصر على وشك تسديد ركلة جزاء في مباراته أمام الكاميرون في نصف نهائي أمم إفريقيا، كان حارس مرمى الفراعنة، محمد أبو جبل "غاباسكي"، ينتظر دوره بجوار منطقة الجزاء بركبة واحدة على الأرض وبصره ثابتا على العشب. بدا مركزا، منغمسا في صلاة يدعو من خلالها لزملائه بألا يضيعوا تسديداتهم، لكن الحقيقة أن أبو جبل كان يدرس محتويات زجاجة مياه وضعها أمامه على الأرض. كانت هذه هي كلمة السر التي منحت مصر بطاقة التأهل لنهائي أمم إفريقيا. كان حارس الفراعنة، الذي نجح في التصدي لركلتي ترجيح لاعبي الكاميرون هارولد موكودي وجيمس ليا سيليكي، يراجع جيدا محتوى قصاصات ورقية على زجاجة المياه الخاصة به قبل كل ركلة للمنافس. ونجحت خطة المصريين، ولم تهدر مصر أي تسديدة بينما فشل لاعبو الكاميرون في ثلاث مناسبات. وبعد انتهاء مباراة نصف النهائي، أظهرت صورا بعض القصاصات الورقية ملصوقة على زجاجة جاباسكي، في تصرف يشبه جزئيا ما فعله الحارس الألماني ينس ليمان في كأس العالم 2006، حيث قام ليمان، قبل عقد ونصف، بحركة مشابهة في ربع النهائي أمام الأرجنتين، بعدما أعطاه مدرب حراس المرمى، أندريه كوبكيه، ورقة بها طريقة تسديد اللاعبين الارجنتينيين لركلات الترجيح. وفي تلك المناسبة، لم يلصق حارس المرمى الألماني الورقة بزجاجة الماء كما فعل غاباسكي، بل احتفظ بها بالقرب من المرمى وقبل كل ركلة جزاء، كان يمسك بها ليدرس مكان كل تسديدة أرجنتينية. وهكذا، تمكن من التصدي لركلتي روبرتو ايالا واستيبان كامبياسو، لتتأهل ألمانيا إلى الدور قبل النهائي. وصرح غاباسكي بعد المباراة بقوله "أبارك للشعب المصري واتحاد الكرة والجهاز الفني. حاولنا التهديف في المباراة، ولكن وصلنا إلى ركلات الترجيح. ونحن كلاعبين وجهاز فني نأخذ البطولة خطوة خطوة ونثبت للجميع ان المنتخب المصري هو الأقوى ونعد الجماهير بالعودة بالكأس". حتى وقت ليس ببعيد كان أبو جبل حارس مرمى غير معروف على المستوى الدولي. وعلى الرغم من أن صورته تظهر الآن في العديد من وسائل الإعلام حول العالم، إلا أنه حتى دور الـ 16 كان حارس مرمى مصر البديل. أتيحت له المشاركة في البطولة بعد إصابة الحارس الأساسي محمد الشناوي في مباراة كوت ديفوار في ثمن النهائي. وخلال الوقت الذي أمضاه على أرض الملعب، كان لأبو جبل دور رئيسي في المباراة، وتصدى في الوقت الإضافي بشكل مذهل لتسديدة صاروخية لإبراهيم سانغاري، وبعد ذلك، تصدى لركلة ترجيح إيريك بايلي. وقدم أبو جبل أداء رائعا أمام المغرب في ربع النهائي، ليتنفس المدير الفني للفراعنة، البرتغالي كارلوس كيروش، الصعداء لأن حارسه البديل على قدر المسؤولية، وهو ما أكده مجددا في الدور نصف النهائي أمام أصحاب الأرض والجمهور. والمفارقة أن غاباسكي، البالغ من العمر 33 عاما، شارك على المستوى الدولي قبل بطولة أمم أفريقيا الحالية في مناسبتين فقط. ولا يشارك أبو جبل بشكل أساسي مع ناديه، الزمالك المصري، ولكن الآن، عندما يعود إلى بلاده، حاملا اللقب أو بدونه، سيكون من الصعب بالتأكيد حرمانه من المشاركة أساسيا. وإذا لم يتألق النجم المصري وهداف ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، في النهائي أمام السنغال ويكون مفتاح الفوز لبلاده، فإن اسم غاباسكي سيدوي عاليا في البلد الإفريقي. وسيرجع ذلك، جزئيا، إلى "زجاجة سحرية" رفعت حارس مرمى، لم يكن معروفا من قبل في عالم كرة القدم، إلى القمة.

You can share this post!